عندما تفقد الصورة عفويتها
في بداية دخولي الى مجتمع التصوير كنت دائم ما أسمع بأن الصورة الفوتوغرافية العفوية هي الأجمل
ولكن من خلال المشاهدة طوال السنوات العشر السابقة اكتشفت ان هناك كثير من الصور ومنها العالية لا تمت للعفوية بصلة لتكون تلك الصدمة التي أطرح بها بعض الاسئلة
هل الصورة الفوتوغرافية تكذب ؟
ليكون هذا السؤال بداية الإنطلاق بالبحث ولكن تغير المفهوم من كذب إلى فقدان للعفوية
الكثير من المصورين يبحث عن الصور التي يكون لها تاثير على المشاهد من اول نظرة
ولن نبحث كثير عن صورة فهناك ايقونة فوتوغرافية عالمية
الفتاة الأفغانية ( شربات جولا ) للمصور العالمي ستيف ماكوري
الصورة التي آسرة الكثير من المصورين في العالم | لمتابعة القصة الخاصة بالصورة اضغط هنا
لتكون هذه الصورة المثال عن فقدان عفوية الصورة
متى تفقد الصورة الفوتوغرافية عفويتها ؟
هناك مجموعة من العوامل التي تفقد الصورة الفوتوغرافية عفويتها
اولا : عملية التواصل مع الشخص
تعد عملية التواصل مع الشخص المراد تصويره أول العوامل التي تفقد الصورة الفوتوغرافية عفويتها لأن عملية التواصل تغير الحالة النفسية للشخص البعض يتضايق والبعض يفرح والبعض يتصنع عندما يشاهد الكاميرا توجهت نحوه وهذه الحالة تفقد الصورة عفويتها
ثانيا : عملية ترتيب المشهد مرة اخرى
تعد عملية ترتيب المشهد للتصوير للحصول على صورة ذات ترتيب مميز او يوصل الفكرة وهي أحد الأسباب لفقدان الصورة عفويتها
ثالثا : معالجة الصورة
بعض الصور يقوم المصور بمعالجتها لتتغير إلى مشهد بعيد عن الواقع الذي قام بتصويره بل يصل بعض الاحيان الى التغيير الكامل للفكرة
ومن خلال البحث قمت بعمل تجارب مع بعض الأطفال واختلفت النتائج على حسب عمر الطفل
الاطفال الصغار جدا لا يهتمون بالكاميرا او المصور ويتصرف الطفل بعفوية والبعض يتآثر بعملية التواصل ودقائق قليلة جدا ليعود إلى عفويته مرة والبعض يكون في حال من البكاء ولكن عندما يتم وضع الكاميرا بإتجاهه تتغير حالته إلى الابتسامة الكبيرة لانه تعلم انه عند مشاهدة الكاميرا يجب ان تبتسم لها وهذا تصرف جميل من الطفل
ولكن التجربة الغريبة التي مررت بها هي تصوير احد الاطفال في الاستديو طلبت منه ان يعطيني مشهد انه في قمة الغضب واختلف هذا المشهد بإختلاف بسيط في العينين لتصبح في وضع التقارب ( الحول ) رغم انه في ارض الواقع عندما يصبح في حالة من العصبية يكون طفل طبيعي تتغير ملامح وجهه بالغضب الطفولي ولكن عندما تواصلت معه في الاستديو تغيرة الحالة بالكامل لتصبح نوع من التصنع أمام الكاميرا
ومن خلال الحديث مع أحد الأشخاص عن التصوير والصور تحدث معي شخص عن أحد المشاكل التي يعاني منها أنه عندما يشاهد كاميرا لا يستطيع التحرك بشكل صحيح بل تأتيه حالة من التجمد في الحركة وذكر لي انه في احد الرحلات وفي أحد الأماكن الخاصة بالسياحة كان هناك مصور قام بتصويره بشكل لم يشاهد فيه كاميرا وفي نهاية الرحلة عرض عليه المصور الصور بمقابل مادي ليشاهد أن الصور التي تم التقاطها له في قمت الجمال وفي قمة العفوية التي يتمنى أن يشاهد صوره بهذا الشكل وقام بشراء الصور مباشرة
الكثير من البشر ليس لديه القدرة للوقوف أمام كاميرا وممكن نسمي هذه الحالة الخوف من الكاميرا أو رهاب الكاميرا أو فوبيا الكاميرا وهذه المشكلة تعد إحدى المشاكل التي يعاني منها الكثير من البشر ويجب على المصورين التركيز على هذه النقطة أثناء التصوير لكي يحصل المصور على صور جميلة للاشخاص
الافضل :
من وجهة نظري المتواضعة التي لا تقلل من الصور ولا المصورين اخذ الصور دون علم الأشخاص ليشاهد حالات كثيرة وجميلة من التصرفات البشرية التي تكون في قمة العفوية
ولكن وفي حالة النشر يفضل أن يخبر المصور الشخص الذي قام بتصويره وأخذ الإذن منه للنشر أو للمشاركة ..
هذا خلاصة أحد الأبحاث التي قمت بعملها والبحث عن أسبابها ارجو ان تفيد الجميع في الإستمتاع في هذه الهواية الجميلة التي توثق لنا أسعد لحظات حياتنا
كل الود مع اطيب الامنيات
نجا هلال